"""يا أهل المروة والعزم والكرامة والطينة والنخوة والشرف والشهامة
سادة الحارة فرجي بالياسمين الشامي ....
الندل بيزرع فتنة بيحصد شر الندالة والعز بيرجع يلي عنده حكمة وأصالة واللي بيحلف يمين كاذب يا ويله من الله !!!
يللي بده يتحدى هيدي الحارة مين قدها في مين بيحمي الدار للحق يصون حدها عنا ناس زكرتية بالصبر بيتحلوا بس العويلية رح ينهانوا وينذلوا والخاين يا ويل ويله يا ويله من الله !!!"""
هذه كلمات مسلسل باب الحارة , الذي نال على إستحواذ عربي ومشاهدة عربية بنسبة 80 % تقريبا ,, الكبير والصغير يتغنى بباب الحارة , جميعنا ينتظر الساعة 10 مساء على محطة ال mbc ,
وأنا من هؤلاء من كان يتابع باب الحارة بكل شغف وحب .
لست من هواة التلفزيون والمسلسلات ولست من هؤلاء من يتكلم بفلان بدوره الفلاني وغيره ولكن باب الحارة كان نقطة مختلفة من وجهة نظري , عمل فن إبداعي , ولست بالمكان الذي أقيمه فنيا , فلست ضليعة بالشيء هذا ولكن كان لباب الحارة من وجهة نظري أبعاد كبيرة جدا ونظرة مختلفة , فلم أشاهده لمجرد رؤية أحداث نتسلى بها بل كنت أستخلص منه العبرة والحكمة وأحاول فهم الأدوار التي تلعبها باب الحارة و أحاول ترجمتها على أرض الواقع وكانت النتيجة كالآتي .
باب الحارة وحارة الضبع وحارة أبو النار وحارة أبو العرب , هي مجرد تسجيد لدول عربية ,والتار بين سمعو وصبحي لم يكن مجرد حبكة درامية لا بل وجدت فيها رسالة مهمة ,, أبو شهاب ومكان المضافة , وشباب حارة الضبع كنت أرى في كل شخص توصيف لأحد زعماء وطننا العربي , أحداث متتالية شهدناهة بباب الحارة لا آتي على ذكر القصص العائلية والحب ,, لا كانت هذه مجرد أمور لتسلية الناس مع إيصال رسالة أكثر من ذكية , آخر حلقة من باب الحارة , كانت هي الرسالة المنشودة .
أول نقطة مهمة : يجب أن تدرس بباب الحارة وهي فكرة إيصال السلاح لفلسطين , فكيف بزمن كانت فيه الوسائل بدائية جدا , وسيلتها النقل الخيل , وكان السلاح يحصل عليه بصعوبة بالغة وبالرغم من ذلك فالسلاح دخل أراضي فلسطين , بينما الآن وللأسف بالرغم من كل وسائل التكنولوجية , فلا قطعة سلاح تدخل فلسطين_ فكانت ثورتها ثورة حجارة _, وإن في الآونة الأخيرة شهدنا سلاح لها فهذا تصنيع محلي .
ثاني نقطة : دائما كان يقال بلاد الشام بباب الحارة فلم يأتوا على ذكر دمش او غيرها , بل يقولون الشام , لم تكن كلمة شام مجرد كلمة عابرة لا بل قصدوها مائة بالمائة وهو لتذكير أهل لبنان وسوريا وفلسطين أننا بيوم كنا جميعا بلاد الشام لا تفصلنا حدود رسمها اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور , رسالة توجه لنا حاليا و هي أن نتذكر يوما بأننا كنا بلد واحد من دم واحد ونسب واحد , وتفرقتنا الحالية كانت من أيادي الغدر والإحتلال , فلا ينسى لبنان بيوم أن شقيقه سوريا وفلسطين وكذلك سوريا لا تنسى واجبها المقاومي تجاهة فلسطين وفلسطين لا تنسى اشقائها , وباب الحارة تناول هذه النقطة بفكرة ذكية جدا .
ثالث نقطة : وجدنا قصة أبو العرب وإبنه رضا الذي قتل بسلاح فرنسي و لكنهم لفقوا القضية لحارة الضبع , كان تجسيدهم أكثر من رائع لفكرة الفتنة بين دولتين عربيتين , لأعطي مثال عن لبنان وسوريا , تذكروا معي حادثة إغتيال الشهيد رفيق الحريري رحمه الله , سرعان ما وجهت أصابع الإتهام إلى سوريا وبدأت الشتائم عليها ( سوريا هنا كان دورها حارة الضبع ) ولعب لبنان دور أبو العرب وبنفس الوقت كان هناك فريق لبناني رفض فكرة إتهام سوريا وكان واعيا للمسألة ( فمن لعب هذا الدور في باب الحارة هو المختار وأبو علي وأدهم وبعض رجال حارة الماوي ) وبدأت نار الفتنة تشعل بينهم عن طريق حمدي الذي إعتقد أبو العرب أنه خير صديق له , وبلبنان من أشعل أصابع الفتنة الصديقة أمريكا وكانوا معتقدين أنها خير صديق لهم .
رابع نقطة : ابو النار وتحالفه مع أبو العرب لمجرد كرهه لحارة الضبع , هنا يترجم بتحالف بعض الدول العربية لفريق لبناني لمجرد كرههم لسوريا , ونجد المشاورات التي كانت تقام بين أبو شهاب ورجال حارتهم , فمنهم من قرر محاربة الفتنة بالدم ولكن أبو شهاب وأبو حاتم كانوا خير العاقلين وقرروا السكوت وذلك لعدم سفك الدماء , هنا يترجم سكوت سوريا عن تهمتها لإغتيال الحريري وكان دفاعها عن نفسها بالكلمة فقط , لان لو سوريا واجهة الجاني بعصبية لكان إشتعلت حرب عربية !!
خامس نقطة : التار بين سمعو وصبحي , كان رسالة لكل عربي ودولة عربية , مهما إشتد الخلاف بينكم ومهما وصل التار بينكم تذكروا يوما عدوكم واحد وهدفكم واحد , وعلى رأي المثل:" أنا وخيي على إبن عمي وأنا إبن عمي على الغريب" , فما طرحته باب الحارة عكس واقعنا تمام ,, أمثلة على ذلك :
لبنان , سوريا , نسوا عدوهم وتراشقوا بكلام والشتائم والمحاكم بينهم .
فلسطين( حماس وفتح ), التار مشتعل بينهم وتناسوا بيوم أن إسرائيل إحتلت أرضهم والواجب قتالها بدل سبك دم بعضهم .
العراق , رحبوا بامريكا , وبدؤوا بقتل بعضهم ونسيوا قضيتهم الكبرى .
سادس نقطة : صبحي وقتله للجندي الفرنسي لانتهاكه لإمرأة بباب الحارة , ومن بعدها إعتقال صبحي وقام بتهريبه سمعو , رسالة واضحة وهي الدم العربي يحن على بعضه مهما عظم الخلاف , ومن بعدها بدأ التوتر بالجيش الفرنسي وإستنفار ابو شهاب بعد إعتقال رجال المقاومة من بيت أدهم وخطف صبحي للجندي الفرنسي مما أشعل الحرب ولكن ما أشعل الحرب فعلا هو ( إنتهاك الفرنسي لعرض المرأة ومحاولة لمسها )
فسرت تلك الأحداث , على محور حرب تموز بلبنان , فلم يكن إعتقال الجنديين من أشعل وتير الحرب بل تراكم أحداث كتلك الأحداث التي تراكمت في باب الحارة , وكان لإنتهاك إسرائيل عرضنا وحدودنا , فالأرض عرض , وهنا نجد التعبير المجازي بين عرض المرأة بباب الحارة وعرض الواقع وهو الأرض , ولذلك إشتعلت حرب تموز , وشنت الثورة بباب الحارة ,, والنتيجة واحدة ............
الله أكبر يا رجال , يللي بخطك يا شام مو من شيمه الإستسلام , بدها مال المال حاضر , بدها رجال الكل إستنفر , وما كبرت ما بتصغر , وحياة عيونك يا شام
ترافقت صرخة الله أكبر يا شام مع صرخة ولادة طفل أبو حاتم , رسالة جدا معبرة , فالكل يعرف في الولادة جهاد للمرأة وإن ماتت المرأة أثناء ولادتها تكون شهيده , مثل جهاد المقاوم لأرضه , وأيضا لحظة إطلاق الرصاص سمعنا صراخ الطفل , فبلحظة يموت فيها شهيد يخلق بطل جديد , أم حاتم جاهدت لإنجاب مقاوم جديد .
هذه بعص تفسيرات باب الحارة بالنسبة لي , لعل البعض اقتنع والبعض يعارض وجهة نظري ولكن كلامي مجرد وجهة نظر شخصية يحق الإعتراض والمناقشة .