شيخ الشهداء عمر المختار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد ُ لله ِ والصلاة ُ والسلام ُ على رسول ِ الله ِ وآله ِ وصحبه ِ وبعد :
المقدمة
هناك رجال يموتون ولكن تظل ذكراهم راسخه في التاريخ ** والأجيال تردد قصصهم ** وهناك من يعيش ويموت ولا أحد يهتم لذلك **

في هذا الموضوع ومن خلاله أردت أن أوجه ( رسالة ) لـ الجميع ..

هناك من يفتخر ويحب ويتأثر بـ شخصية رياضية وبعضهم سياسية وبعضهم دينيه .. ولا إشكال في ذلك ..

ولكن .. وصلنا لـ مرحلة بحيث أصبحنا نفتخر ونبحث عن شخصيات من مجتمعات أخرى ..

من ناحية المبدأ ** أمر جميل بأن تتعرف على شخصية حتى لو كانت من الغرب بحيث تستفيد منها ..

ولكن أصبح هذا الأمر يطغى على الإفتخار والبحث عن شخصيات عربية مسلمة قدمت لـ الإسلام والمسلمين الكثير والكثير ..

عندما تشاهد شخص يفتخر ويهتم مثلآ بـ المناضل إرنستو تشي جيفارا .. وعندما
تسأله أي سؤال عن هذهـ الشخصيه تشاهدهـ يجاوب على سؤالك وبالتفصيل الممل
.. !!

أحترم هذهـ الشخصية إذا كانت تنصر المظلوم وتقدم أعمال ساميه .. كما كان يفعل جيفارا مثلما يقول البعض ..

ولكن أين نحن من شخصيات عربية قدمت لـ الإسلام والمسلمين وأيضآ لـ العالم .. دروس وعبر ..

في هذا الموضوع سأتطرق لـ رجل عن ألف رجل .. وأنصح من يفتخر بـ جيفارا أو
غيرهـ بأن يفتخر بـ الرجل الذي سأتطرق عنه في هذا الموضوع ..

وهو الشيخ الجليل و البطل و المجاهد .. { عمر المختار } .. سأتطرق لـ حياته .. وأعماله وجهاده .. فيها معي ننظر في مسيرته الطويلة ونستفيد منها ..

# الفقرات :

- سيرته ونشأته

- حكمته وشجاعته

- الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن

- السفاح غراسياني

- التعذيب والسجون والأعمال الوحشيه

- عمر المختار في الأسر

- المواجهة أمام السفاح

- المحكمة والإعدام

- فلم أسد الصحراء

- نظارة عمر المختار

[center]سيرته ونشأته

هو عمر بن المختار بن عمر * وأمه
عائشة بنت محارب ** ينتسب إلى قبيلة المنفه من بيت فرحات وكان مولدهـ
بالبطنان في الجبل الأخضر ** وتعتبر قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل
المرابطين ببرقة ** ولد عام 1862مـ وقيل في عام 1858 مـ ** توفي والدهـ
أثناء رحلته إلى مكة لأداء فريضة الحج وقد أوصى الشيخ حسين الغرياني
بولديه عمر ومحمد ** وقد ظهرت على عمر المختار علامات النبوغ منذ أن كان
صغيرآ لذلك أهتم به الشيوخ والعلماء بشكل أكبر مقارنة ً بالآخرين ** تعلم
العديد من العلوم الشرعية كـ الفقه والتفسير والحديث ** وكان يتميز بفطنه
وذكاء منذ صغرهـ ..

كان الشيخ الجليل عمر المختار حافظآ للقرآن الكريم وكان يختمه كل 7 أيام
** و أيضآ في جولاته الإستطلاعية والمعارك التي كانت ضد الطليان .. بيدهـ
القرآن الكريم حتى في أصعب الظروف **

تتلمذ عند شيوخ الطريقة السنوسية الذي كانت لديهم مقاليد الأمور في ليبيا
وهي مدرسة لـ الأجيال وتهدف إلى نشر الإسلام وأساسها التوحيد الخالص **
وكان عمر المختار عظيم الولاء لها .. وقد قال فيه السيد المهدي .. ( لو
كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم )

ويقول عنه المجاهد محمود الجهمي .. ( لم أشهد قط أنه نام لغاية الصباح *
فكان ينام ساعتين او ثلاثآ على أكثر تقدير * ويبقى صاحيآ يتلو القرآن
الكريم * وغالبآ مايتناول الإبريق ويسبغ الوضوء بعد منتصف الليل ويعود إلى
تلاوة القرآن ) **

- حكمته وشجاعته

كان يتميز الشيخ عمر المختار بـ الحكمة والشجاعة وهذا ما ساعدهـ كثيرآ في
مسيرته الطويلة في الجهاد ضد الفرنسين و الطليان .. وفي أمور حياته بصفة
عامه **

وإليكم هذهـ القصة التي تؤكد ذلك .. //

في عام 1894 مـ تقرر أن يسافر عمر المختار على رأس وفد إلى السودان وفي
منطقة الكفرهـ وجد الوفد قافلة ً من التجار * كانوا يتأهبون لـ السفر إلى
السودان * فأنضم الوفد مع هؤلاء التجار ** خصوصآ وأن التجار يعرفون الطريق
الصحراوي جيدآ ** وعندما وصلوا إلى قلب الصحراء بالقرب من السودان * ذكر
بعض التجار أنهم سيمرون من طريق وعر ولا مسلك غيرهـ ** إلا في النادر
ويوجد أسد هناك يهجم على القوافل ** وأصبحت القوافل تقوم بترك بعيرآ لـ
الأسد كما يترك الإنسان قطعة اللحم إلى الكلاب ** وتمر القوافل بسلام *
وأتفقوا على أن يدفعوا ثمنآ من أجل شراء بعير هزيل ليضعونه في مواجهة
الأسد وذلك لتمر القافله دون أن يتعرض لها الأسد ** فرفض عمر المختار
وبشدهـ .. قائلآ .. ( إن الأتواتات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف
بدون حق أبطلت فكيف يصح لنا أن نعيد إعطاءها للحيوان إنها علامة الهوان
والمذلة * وسندفع الأسد بسلاحنا إذا أعترض طريقنا * إنني أخجل عندما أعود
وأقول إني تركت بعيرآ إلى حيوان أعترض طريقي وأنا مستعد لحماية كل من معي
وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته إنها عادة سيئة يجب أن نبطلها )

وفعلآ في الرحلة أعترض الأسد طريقهم ** فانبرى عمر المختار ببندقيته ورمى
الأسد بالرصاصة الأولى فأصابته ولكن في غير مقتل .. وأندفع الأسد نحو
القافله فرماهـ بأخرى فصرعته * وأصر عمار المختار على أن يسلخ جلدهـ
ليراهـ أصحاب القوافل فكان له ما أراد **

- الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن

نعم .. بدأ الجهاد وهو في الخمسين من عمرهـ .. ربما البعض يستغرب ذلك ** ولكنه كما وصفوهـ بـ أسد الصحراء

أصدر الشيخ محمد المهدي قرارآ بتعيين عمر المختار شيخآ لزاوية القصور
بالجبل الأخضر * وقام عمر المختار بـ تعليم الناس أمور دينهم وحل المشاكل
بين بعض القبائل ** وقام بدورهـ على أكمل وجه ** وكان لـ الحركة السنوسيه
مراكز في تشاد ** و قام الإستعمار الفرنسي بالتوجه نحوها ** عندها بدأت
رحلة الجهاد في سبيل الله ** وتم إختيار عمر المختار وأظهر قوة وحنكه في
أمور الحرب التي لم تكن سهلة أبدآ ** وظل عمر المختار متواجد في تشاد من
أجل نشر الإسلام وتعليمهم بكل ما يستطيع **

في عام 1906 مـ رجع عمر المختار بأمر من القيادة السنوسيه إلى الجبل
الأخضر مره أخرى ** وبعدها بسنتين تقريبآ وفي عام 1908 مـ قام البريطانيين
بمعارك قوية ضد الحركة السنوسيه على الحدود الليبية المصريه ** وانتهت بضم
منطقة السلوم إلى الأراضي المصرية تحت ضغوط بريطانيه **

كان لـ عمر المختار شخصية جميلة ويحبها الجميع حتى من القبائل الأخرى ** وذاع صيته وأنتشر بين القبائل **

كان الهدف الأساسي للإيطاليان التوجه لـ ليبيا وإستعمارها وضمها مع الدول
الأخرى التي أستعمرتها ** و لقرب ليبيا من إيطاليا جعلتها هدفا رئيسآ من
أهداف السياسة الاستعمارية الإيطالية **

في عام 1911 مـ بدأت الحرب بين المجاهدين الليبيين والإستعمار الإيطالي
الغاشم ** وكانت القوات الايطاليه بدأت قصف مدينة طرابلس والسيطرة عليها
** بـ 39 الف جندي و6 الاف حصان و خمسين مدفع ميدان **

وقد شارك عمر المختار في معارك كثيرهـ .. وفي احد المعارك .. حصل موقف يؤكد على حرص المجاهدين وحبهم لـ عمر المختار .. //

كان العدو الإيطالي يضرب بالمدافع الرشاشة * وأظطر المجاهدين حينها للنزول
في مكان منخفض * وبينما وهم كذلك شاهدوا مكانآ منخفضآ أكثر ** وحاول
المجاهدين أن يضعوا عمر المختار فيه من أجل حمايته ** فرفض بشدهـ ولكن جاء
أحد أتباعه ودفعه بقوة إلى المكان المنخفض * وحاول الخروج فمنعوهـ بشكل
جماعي **

وهذا الموقف يؤكد على حُب المجاهدين لـ الشيخ الجليل ** ويؤكد في نفس
الوقت على شجاعته عندما رفض أن يكون في المكان المنخفض ولكن بسبب إصرارهم
جلس فيه **

توجه عمر المختار إلى مصر ** وترك المجاهدين في بئر الغبي حتى يعود إليهم ** وقابل في مصر السيد أدريس **

و أراد الطليان أن يُفكروا بطريقة من خلالها يستطيعون التغلب على المجاهدين .. ولكن ليس بطريقة عسكريه وإنما بـ المال ..

حاولت إيطاليا عن طريق عملائها وعرضت لـ عمر المختار أن يكون [ الشخصية
الأولى في ليبيا ] + [ راتب ضخم * وأن يعيش بكل أمان وطمأنينه ] بشرط أن
يترك الجهاد ضدهم ويطلب من الاهالي في ليبيا الرضوخ أمام الطليان ..

ولكن بالرغم من المغريات والعروض من الإيطاليين لم يستطيعوا على الشيخ
الجليل عمر المُختار ** و وصل الأمر لـ المجاهدين .. وذكر لهم عمر المختار
بأنه لن يكون ( لقمة طائبة يسهل بلعها على من يريد ) .. ويعني ذلك الرفض
التام ومواصلة الجهاد **

حينها قام عدد من المشايخ في مصر قبل عودته لـ ليبيا ** بأن يحاولوا
يثنوهـ عن الجهاد لأنه أصبح كبير في السن .. وفي الخمسين من عمرهـ ..
وعليه بأن يرتاح ويظل في تعليم الناس لـ دينهم ** وأنه بإمكان الحركة
السنوسية والحركات الاخرى الجهادية في ليبيا أن تجد غيرك قائد .. فـ رفض
رفضآ قاطعآ .. و وصف من يريد أن لا يجاهد بأنه [ لا يريد خيرآ لـ عمر
المختار ] .. و عاد عمر المختار إلى ليبيا وبالأخص إلى منطقة برقة لـ
موصلة الجهاد **

وكان يدعوو بإستمرار ( اللهم أجعل موتي في سبيل هذهـ القضية المباركة ) ..

عمر المختار كان بمثابة القائد الأعلى لـ المجاهدين في فترات طويلة ** و يقوم مع المجاهدين في إقامة المعسكرات **

وقد كانت تأتي معونات من مصر وبعض الدول الأخرى من أجل مساعدة المجاهدين في الدفاع عن وطنهم **

معركة [ بئر الغبي ] كانت من أنجح المعارك لـ عمر المختار والمجاهدين وأنتصروا فيها بفضل الله ومن ثم قوة وحماسة المجاهدين **

أستمر الجهاد لمدة 8 أعوام بلا هوادهـ ** وأنتشر أسم عمر المختار بين
القبائل كـ قائد بارع أستطاع قيادة المجاهدين لإنتصارات و يتمتع بسياسة
ذكية في الحرب ضد الطليان .. وسيتضح ذلك في المعارك القادمة أيضآ **

وكان الدعم يأتي لـ المجاهدين من جميع القبائل ** و كانت القبائل تتنافس
في تقديم البطولات والتضحيات حتى لا تكون موضع سخريه وإستهزاء من القبائل
الأخرى **

ومن جانب الطليان كانو يزحفون من منطقة لأخرى ولكنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى فزان * وكثفوا جهودهم نحوها **

وقاموو بتعيين جنرالات وأركان الحرب والجنود ** وحصلت معارك كثيرهـ ** كان
الإنتصار فيها للمجاهدين وأستطاعو أن يأخذو غنائم وأسلابآ كثيرهـ ** ولكن
كـان لـ العملاء الإيطاليين دورآ كبيرآ حيث أستطاعو أن ينفقوا الأموال لـ
زعماء بعض القبائل لوقف القتال وعدم مواجهة الإيطاليين .. ونحجوا كثيرآ
بهذهـ السياسة .. وبهذا وقعت فزان وبعض المناطق في أيدي الإيطاليين **

واصل المجاهدين إنتصاراتهم في معارك كثيرهـ ** وأراد الطليان أن يثأروا لضحاياهم من الضباط والجنود ..

وقامو بعملية كبيرهـ وتم وضع لها ميزانية ضخمه وخطة مُحكمة لـ مواجهة
المجاهدين ** وقامو ا بوضع حصار على المجاهدين ونجحو في ذلك ** حينها قام
المجاهدين بعمل خنادق من أجل حمايه النساء والأطفال وكبار السن ** وكان
قائد تلك المعركة حسين الجويفي الذي كان يحترمه ويقدرهـ كثيرآ عمر المختار
ويُعتبر من مساعدينه الأوفياء ** حتى أنه بعد إستشهادهـ قال عنه عمر
المختار ( أتذكر حسين الجويفي عند اللقاء مع العدو أو عند قراءة القرآن
الكريم وقت الورد )

وبعد تلك المعركة أمر عمر المختار بترحيل النساء والأطفال والشيوخ إلى السلوم لـ حمايتهم من من الغارات الإيطالية **

مع الوقت أستمرت الخسارة الفادحة في صفوف الإيطاليين من جنود وضباط وأيضآ
تدمير معدات .. و وصلت الأخبار إلى [ روما ] و وقعت أزمة كبيرهـ هناك ..
حينها أستقال العديد من الضباط ** وتم تعيين آخرين **

وبدأ التفكير في خطة اخرى أو أسلوب آخر من أجل تدمير المجاهدين ** وكان
أسلوب [ المفاوضات ] .. من أجل أن يأخذو وقتهم للإستعداد جيدآ ضد
المجاهدين و تقوية الجيش الإيطالي ** لأنهم يؤمنون بأن الشروط التي
سيطرحونها للمجاهدين لن يوافقوا عليها ** وقامو الجبناء برمي منشورات
مكتوب عليها بأن الذي يستسلم للإيطاليين لن يتم معاقبته **

و تم إنعقاد العديد من المفاوضات .. ولم تصل إلى حل .. نظرآ إلى عدم رغبة
الإيطاليين في تنفيذ ما يطلبه عمر المختار وأيضآ كانو يطالبون بنزع
الأسلحة وهذا ما رفضه بشدهـ المجاهدين **

وأثناء أحد الإجتماعات في سيدي أرحومه ** وجه إلى عمر المختار سؤالآ بأنه
لماذا يحارب الإيطاليين بالرغم من ما تسببه الحرب من خسائر .. وقال //

( لولا هذهـ الحروب لما رأيت فيها [ يقصد ليبيا ] عربيآ يمشي على الأرض * ولرأيت فيها إيطاليين يسكنونها ويعمرون دور المواطنين )

وفي أحد المفاوضات قال الشيخ عمر المختار .. ( إنا حاربناكم ثمانية عشر
عاما ولا نزال بعون الله نحاربكم ولن تنالوا منا بالتهديد .. لن أبرح
الجبل الأخضر مدة حياتي ولن يستريح الطليان فيه حتى تواري لحيتي التراب )
وكانت بمثابة اللطمة القوية على وجوهـ الإيطاليين الذين كانو يأملون عن
طريق المفاوضات أن ينتهي الجهاد ضدهم **

أستمرت المعارك بين المجاهدين والطليان في الجبل الأخضر والمناطق الأخرى
** ورغم القوة الإيطالية ولكن كان عمر المختار يؤمن بأن الله لن يخذل
المجاهدين في سبيله ** وكان التفوق لـ المجاهدين ولله الحمد **
-

السفاح غراسياني

كان هناك جنرال أقل ما يُقال عنه ( سفاح ) يكرهـ الإسلام و المسلمين بشكل
لا يتصورهـ البعض ** هذا الجنرال السفاح أستعانت به إيطاليا بعد أن
أوجعتها ضربات المجاهدين ** و قام بأعمال عسكرية في فزان وأستطاع من
خلالها القضاء على المجاهدين هناك **

أستمر في القتل والتشريد و الحقد على الإسلام والمسلمين لمدة تقارب الـ 10
سنوات ** كان يجب على إيطاليا حينها أن تقوم بتكريمه فهو يستاهل في نظرهم
لما قام به من قتل للمسلمين في ليبيا ** وتم تكريمه فعلآ في عام 1930 مـ
**

الجزار قام بجميع أنواع الجرائم في الأرض المسلمة ** قام بـ تغيير بعض
الضباط و تعيين من يثق بهم بدرجة كبيره ** و كان يزور بعض المناطق ويتوعد
أهلها بالشنق أو الرمي بالرصاص **

ومواصلة ً لـ الجرائم التي كان يرتكبها بنفسه ويأمر الجنود بها ** و سيتم
ذكرهـا لاحقآ ** كان هناك وسيلة من خلالها أستطاع أن يقتل بها المسلمين
بكل هوادهـ .. و وسيلة [ إحتيال ] على المنظمات الاخرى في العالم والتي
كانت تستنكر ماتقوم به إيطاليا **

المحكمة الطائرة التي تتنقل من المدن ** قام بإنشائها بعد وصوله و من خلالها يتم الحكم فيها على الأهالي بالموت **

أنتزعت الأموال ** مراكز لـ التعذيب ** وأقيمت أعواد المشانق في المدن ..
وفي خلال دقائق يتم إصدار الحكم بالقتل إما بـ الإعدام شنقآ أو رميآ
بالرصاص **

وكانت الخطة التي أعدها السفاح هي عزل المجاهدين بأي طريقة ومهما كلف
الثمن ** كان يعلم بأن مصر تـُعتبر منفذ مهم للمجاهدين لوصول الذخائر وكل
ما يحتاجونه .. وقام بـ قفل الحدود الليبية المصرية بـ الأسلاك الشائكة
على امتداد 300 كم من البحر المتوسط إلى ما بعد منطقة الجغبوب وبـ عرض 6
أمتار وإرتفاع مترين وقد استغرق ذلك 6 شهور تقريبآ ** وكلفت الدولة مبلغ
يصل إلى 20 مليون فرنك إيطالي * و الهدف منها منع وصول المؤن والذخائر **
وقد نجح في ذلك ** وكل من يحاول عبور السياج يتم إطلاق النار عليه **

كان يجب حينها أن يتحرك الشيخ والمجاهد عمر المختار من أجل تجديد المقاومة وتغيير استراتيجية الحرب **

حتى أن غراسياني يقول بنفسه بأن [ عمر المختار أستمر في المقاومة وبشدهـ
وكان يلاحقنا في كل مكان * عمر المختار بطل في إفساد الخطط وسرعة التنقل *
إنها مكافح إلى أبعد درجة * وهنا يسلم أمره لله كمسلم مخلص لدينه ] ..

مع أستمرار التعذيب والقتل وزحف الإيطاليين من منطقة لأخرى * أزدادت
الأوضاع السيئة للمجاهدين ** وفي أكتوبر من عام 1930 مـ .. حصلت معركة
كبيرهـ بين الإيطاليين والمجاهدين ** وحصل الطليان على ( نظارات ) الشيخ
عمر المختار * وشاهدو جوادهـ وتيقنوا أنه مازال على قيد الحياة **

وقال غراسياني حينها : ( لقد أخذنا اليوم نظارات المختار وغدآ نأتي برأسه ) **

وأستمر الزحف الإيطالي والمعارك .. وقـُتل العديد من شيوخ القبائل بتهمة
التعاون مع المجاهدين وتم إصدار أكثر من 250 حكمآ بالإعدام ** وبالرغم من
ذلك استمر الشعب في مساندة الجهاد ضد الإستعمار الإيطالي **

ذكر السفاح غراسياني بأنه واجه عمر المختار في [ 260 معركة ] خلال 18 شهرآ
** من حكمه على منطقة برقة إلى أن أصبح عمر المختار أسيرآ بأيديهم **

-

التعذيب والسجون والأعمال الوحشيه

لم يكونوا يُريدون القضاء على المجاهدين فقط وإنما القتل والتشريد بحق
الشعب الليبي المُسلم ** و لو كان الأمر بيدهم لـ قامو بإبادة الشعب
الليبي المُسلم للأبد **

من المجازر و سبل البطش والعدوان ** سأذكر البعض منها .. وبالطبع الجرائم
لا تـُعد ولا تـُحصى نظرآ لكرههم لـ الإسلام والمسلمين ** وكانت معظمها في
عهد الجنرال السفاح غراسياني ..

- أغتصبوا النساء وهتكوا الأعراض **

- ذكر أحد المواطنين الليبيين وهو سالم عمران أبو أشبور : [ إن خمسين جثة
من الليبيين كانت تخرج كل يوم من معتقل العقيلة الذي كنت معتقلا فيه **
وتدفن في حفرة بشكل جماعي ** أجل خمسون جثة يوميا كنا نعدها دائما وهؤلاء
ماتوا إما شنقا أو رميا بالرصاص أو أهلكهم الجوع أو المرض ] .

- الرجال والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 40 سنة أُجبروا على
الإنخراط في قوات الجيش * وأما الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 14 سنة فقد
أُخذوا بالقوة من أهاليهم و أُرسلوا إلى إيطاليا بحجة تعليمهم * ولكن في
الحقيقة من أجل ( تنصيرهم ) **

- تم بناء كنائس في طرابلس والمدن الأخرى **

- يقول مراسل بريطاني عن فظائع الإيطاليين : [ إني أرفض البقاء مع جيش من
العصاة وقطاع الطرق والقتلة .. الإيطاليون تعاملوا مع ليبيا كأرض موعوده ]
.

- إلقاء الشيوخ و أبناء القبايل من الطائرات من علو 400 متر وكلما كانت الطائرة تلقي بواحد منهم ** يعلوا الهتاف وصيحات الجنود **

- كان غراتسياني يأمر طياريه بإلقاء قنابل الغازات السامة مثل غاز الفسجين
الذي هو مركب من الكربون والكلور ** وهو من اشد الغازات فتكآ ** لأنه أثقل
من الهواء ثلاث مرات ونصف ** وبالتالي يبقى على شكل سحابة غاز ملامسة
للأرض ** كما أنه أكثر بشكل سام من الكلور 15 مرة **

- قام جنرال إيطالي أمام قبر السيد محمد المهدي ومزق نسخه من القرآن
الكريم ** ثم رماها في الأرض وداس عليها بحذائه صائحآ .. ( دعو نبيكم
البدوي يساعدكم الآن * إذا أستطاع ! ) ..

ومن هنا نوضح للجميع بان الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن فقط من الدنمارك والنرويج ولم تبدأ الآن .. !!

وإنما كانت الإساءة من الإستعمار الغاشم لدول الإسلامية والمستشرقين ..

- يقول الصحفي الدنماركي الشهير ( كنود هولمبوي ) الذي أعتنق الإسلام وقام
بجولة سياحيه أثناء فترة غراسياني في ليبيا * قد شاهد بنفسه كل التعذيب
والأضطهاد الذي يقوم به الجنود الإيطاليون الفاشيست يقول :

شاهدت 20 عربيآ مسلسلين .. شنقهم الجنود بأمر من ضابطهم دون محاكمة ولم
تكن هناك محاكمة ** هذا المنظر البشع أثر في نفسي ولكن يكن في إعتقادي أن
دولة مثل إيطاليا الفاشستيه وهي أحدى دول البحر الأبيض المتوسط تقوم بمثل
هذهـ القسوه وهذه الوحشيه * إنها جرائم سيسجلها التاريخ في صفحة سوداء *
وستبقى وصمة عار في جبين الدولة الإيطالية على مدى دهر .
-

عمر المختار في الأسر

أستمر عمر المختار في قيادته للمجاهدين وقام الإيطاليين بتضييق الخناق
بشكل مستمر وقاسي ** وكان عمر المختار ضمن أستراتيجيته أنه كل فترة ينتقل
إلى مراكز المجاهدين الاخرى من أجل تفقد أحوالهم ودعمهم ** وكان يرافقه
فرسان من أجل حمايته ** وفي أحد الأيام ذهب ومعه أربعين فارس فقط **

وكان يجب أن يمر مع الفرسان في وادي ضيق وخطير في الجبل الأخضر ** وأستطاع
الطليان حينها عن طريق العملاء والجواسيس من معرفة مكان عمر المختار ومن
معه .. وقامو بعمل تطويق كامل للوادي ** وقامت المعركة بين المجاهدين
والطليان ** والقوة غير متكافئة أبدآ .. ورجحت الكفة للعدو .. فأمر عمر
المختار بفك الطوق والتفرق **

وأثناء المعركة أصيبت فرس عمر المختار و قُتلت فسقطت على يده مما شل حركته
نهائياً ** فلم يتمكن من سحب يدهـ ولم يستطيع تناول بندقيته ليدافع عن
نفسه **

حاول المجاهدين حينها أن ينقذون الشيخ عمر المختار ولكن سرعان ماكان رد
الإيطاليين سريعآ بإطلاق النار عليهم فـ أستشهد الكثير من المجاهدين **

وعندما أقترب الجنود من عمر المختار لم يعرفوهـ في البداية ولكن سرعان ما عرفه احد الخونه و تم القبض على الشيخ عمر المختار **

وتم الأمر مباشرة ً بأخذ جميع الإحتياطات تجنبآ لهجوم المجاهدين من أجل
خطف المجاهد العظيم عمر المختار .. وتم نقله إلى سوسه ومن ثم فورآ إلى
بنغازي عن طريق البحر **

وهذا إعتراف آخر من السفاح غراسياني عن عمر المختار وذكره في مذكراته ..

[ هذا الرجل أسطورة الزمان الذي نجا من ألاف المرات من الموت ومن الأسر
وأشتهر عند الجنود بالقداسة والإحترام لأنه الرأس المفكر * والقلب النابض
للثورة العربية الإسلامية في برقة * وكان المنظم للقتال بصبر ومهارة فريدة
لامثيل لها سنين طويلة والآن وقع أسيرآ في أيدينا ] **

وأيضآ وصفه غراسياني بقوله .. [ أما وصف عمر المختار فهو معتدل الجسم عريض
المنكبين شعر رأسه ولحيته وشواربه بيضاء ناصعه * يتمتع بذكاء حاضر وحاد *
وكان مثقفآ ثقافة دينيه له طبع حاد ومندفع يتمتع بنزاهة خارقه * لم يحسب
للمادة أي حساب * متصلب ومتعصب لدينه * وأخيرآ كان فقيرآ لا يملك شيئآ من
حطام الدنيا إلا حبه لدينه و وطنه رغم أنه وصل إلى أعلى الدرجات حتى أصبح
ممثلآ كبيرآ للسنوسية كلها ] ..

عند وصوله إلى سجن بنغازي ** كان هناك حراسة شديدهـ تجاه الشيخ عمر المختار * وتم وضعه في زنزانه خاصه به **

وعندما تم إعتقاله .. كان غراسياني متواجد في روما ومكتئب وأعصابه منهاره
للغاية ** وذلك بسبب الهجوم الشرس من الصحافة الإيطالية لأنه لم يستطيع
هزيمة المجاهدين في برقة وبعض المناطق الأخرى ** وأراد السفر إلى باريس من
أجل الإستجمام بعيدآ عن الأجواء الملتهبة في روما ** فإذا بـ برقية
مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان **

فلم يصدق الخبر في البداية و قال هل يُعقل أنهم قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا * لا اعتقد .. !!

وأستقل طائرة خاصه إلى بنغازي مباشرة ً .. وأمر بـ المحكمة **

- المواجهة أمام السفاح

اراد الله سبحانه وتعالى أن يقف الشيخ الجليل وأسد الصحراء وشيخ المجاهدين
امام السفاح الأحمق غراسياني وذلك في صبيحة يوم المحاكمة **

يقول غراسياني في مذكراته : عندما حضر أمام مدخل مكتبي تهيأ لي أني أرى
فيه شخصية الآف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية
* يداهـ مكبلتان بالسلاسل * رغم الكسور و الجروح التي أصيب بها أثناء
المعركه و وجهه مضغوطآ لأنه كان مغطيآ رأسه بالجرد ويجر نفسه بصعوبه *
نظرآ لتعبه أثناء السفر بالبحر * وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل
ليس كالرجال منظره وهيبته * رغم أنه يشعر بمرارة الأسر * ها هو واقف أمام
مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ و واضح * وكان ترجماني المخلص النقيب كابتن
خليفة خالد الغرياني الذي أحضرته معي خصيصآ من طرابلس و وجهت له أول سؤال
:

س - لماذا حاربت بشدة متواصله الحكومة الفاشيستية ؟

ج - لأن ديني يأمرني بذلك

س - هل كنت تأمل في يوم من الأيام أن تطردنا من برقة بإمكانياتك الضئيلة وعددك القليل ؟

ج - لا هذا كان مستحيلآ

س - إذآ ما الذي كان في إعتقادك الوصول إليه ؟

ج - لا شيء إلا طردكم من بلادي لأنكم مغتصِبون * أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله

س - لكن كتابك يقول { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } بمعنى لا تجلبوا الضرر لأنفسكم ولا لغيركم من الناس * القرآن يقول هذا .

ج - نعم

س - إذآ لماذا تـُحارب ؟

ج - كما قلت من أجل وطني وديني

قال غراسياني .. ( فما كان مني إلا أن قلت له أنت تحارب من أجل السنوسية
تلك المنظمة التي كانت السبب في تدمير الشعب والبلاد على السواء * وفي
الوقت نفسه كانت المنظمة تستغل أموال الناس بدون حق هذا هو الحافز الذي
جعلك تحاربنا لا الدين والوطن كما قلت ) ..

عمر المختار : نظر إلي نظرة حادة كالوحش المفترس : لست على حق فيما تقول
ولك أن تظن ما ظننت ولكن الحقيقة الساطعة التي لاغبار عليها إنني أحاربكم
من أجل ديني و وطني لا كما قلت

بان َ علي وجهه بعد ان زال الجرد من على رأسه وأستطردت في توجيه الأسئلة .. /

س - هل أ ُمرت بقتل الطيارين هوبر وبياتي ؟

ج - نعم * كل الأخطاء والتهم في الواقع هي مسؤولية الرئيس والحرب هي الحرب

الجنرال : بموقفك في موقعة قصر بن قدين ضيعت كل أمل وكل حق في الحصول على رحمة وعفو الحكومة الإيطالية الفاشيستية

عمر المختار : مكتوب ( يعني بأنه مكتوب وهذا
قدر الله ) * عمومآ عندما وقع جوادي وأُلقي القبض علي كانت معي ست طلقات
وكان في إستطاعتي أن أدافع عن نفسي وأقتل كل من يقترب مني حتى الذي قبض
علي وهو أحد الجنود من فرقة الصواري المتطوعين معكم وكان في إمكاني كذلك
أن أقتل نفسي .

الجنرال : ولماذا لم تفعل ؟

عمر المختار : لأنه كان مقدرآ أن يكون

وقام غراسياني بالإعتراف بقوة وصلابة وبطولة عمر المختار بـقوله .. //

ولكن قد تحقق فيما بعد إلقاء القيض عليه * كانت بندقيته فوق ظهره وبسقوطه
على الأرض لم يستطع نزعها وبالتالي لم يتمكن من إستعمالها بسرعة وكذلك من
أثر الجروح والكسر الذي بيدهـ اليمنى وهذا في الحقيقة جدير بالإعتبار
والتقدير

عمر المختار : كما ترى أنا طاعن في السن على الأقل أتركني بأن أجلس

الجنرال : اشرت له فجلس على كرسيه أمام مكتبي وفي هذهـ الأثناء ظهر لي
وجهه بوضوح وقد زالت رهبة الموقف وقد تأملته جانبيآ فرأيت بعض الإحمرار في
وجهه وبدأت أفكر كيف كان يقود المعارك ! .. وبينما وهو يتكلم كانت نظراته
للأمام وصوته نابع من أعماقه **

ثم قلت له فجأة : بما لك من نفوذ وجاه كم يوم يمكنك أن تأمر العصاة ( يعني
المجاهدين ) بأن يخضعوا لحكمنا ويسلمو أسلحتنا وينهوا الحرب .

عمر المختار : أبدآ * كأسير لا يمكنني أن أعمل أي شيء * نحن الثوار سبق وأقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر ولا نستسلم ولا نـُلقي السلاح

الجنرال : ثم قلت له : هل تعرف هذهـ ؟ وعرضت عليه نظاراته في إطارها الفضي .

عمر المختار : نعم * إنها لي وقد وقعت مني أثناء إحدى المعارك وفي معركة وادي السانيه
الجنرال : منذ ذلك اليوم أقتنعت بأنك ستقع أسيرآ بين يدي

عمر المختار : هل ترجعها لي لأني لم أعد أبصر جيدآ بدونها ؟
الجنرال : مره أخرى انت تعتبر نفسك محميآ من الله وتحارب من أجل قضية مقدسة وعادله ؟

عمر المختار : نعم * وليس هناك أي شك في ذلك * قال تعالى { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } صدق الله العظيم .
الجنرال : أليس من العجيب أن تقع أسيرآ بين يدي حيآ من كان يعتبر أسطورة الزمن الذي لم يغلب أبدآ المحمي من الله دون سواه ؟؟

عمر المختار : تلك مشيئة الله . . قالها بصوت يدل على قوة وعزم

الجنرال : الحياة وتجاربها تجلعني أعتقد بأنك كنت دائمآ قوي ولهذا أتمنى ان تكون كذلك مهما يحدث لك ومهما تكن الظروف .

ويقول غراسياني .. ( عندما وقف ليتهيأ للإنصراف * كان جبينه وضاء ً كأن
هالة ً من نور تحيط به فأرتعش قلبي من جلالة الموقف * وأنا الذي خاض
المعارك والحروب العالميه والصحراوية * ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان
ولم استطع أن انبس بحرف واحد فأنتهت المقابله * وطلبت أن يعود لسجن وعد
وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلتين
بالحديد )

دخل وخرج من المكتب وأنا أنظر إليه بكل إعجاب وتقدير ..

- المحكمة والإعدام

ربما البعض أستنتج من كلام غراسياني لـ المجاهد البطل عمر المختار عندما
أنتهت المقابلة بقوله [ الحياة وتجاربها تجعلني أعتقد بأنك كنت دائمآ قوي
ولهذا أتمنى ان تكون كذلك مهما يحدث لك ومهما تكن الظروف ] بأن العقوبة
كانت الإعدام لا محالة **

وفعلآ الإيطاليين قامو بـ إعداد المشنقه والإنتهاء من ترتيبات الإعدام قبل المحاكمة أصلآ ** وهذا يوضح على عدم نزاهة المحكمه **

جاء الطليان بـ عمر المختار في المحكمة وهو مكبلآ بالحديد والحرس من حوله ** وكان شجاعآ وجريئآ وصريحآ أمام المحكمة **

وكان المحامي هو ضابطآ إيطاليآ يُدعى الكابتن لونتانو وقال .. ( بما إني
قد كلفت لـ الدفاع عن عمر المختار فإني أطلب حكمآ * هو في نظري أشد هولآ
من الإعدام نفسه * وأقصد بذلك الحكم عليه بالسجن مدى الحياة نظرآ لكبر سنه
وشيخوخته .. إن عمر المختار الذي هو أمامكم وليد هذهـ الأرض قبل وجودكم
فيها ويُعتبر كل من أحتلها عُنوه عدوآ له * ومن حق أن يقاومه بكل ما يملك
من قوة حتى يخرجه منها أو يهلك دونها هذا حق أعطته له الطبيعة والإنسانيه
)

حينها كثر الصياح من الحاضرين وطالبو بإخراج المحامي .. !!

وأستمر المحامي بقوله ( العداله الحقه لاتخضع لأي سلطان ولا لأية غوغاء وإنما يجب ان تنبع من ضميرنا وإنسانيتنا ) ..

بعدها قامت الفوضى في المحكمه وخارجها .. !!

وأستمر بقوله ( سيدي القاضي حضرات المستشارين لقد حذرت المحكمة من مغبة
العالم الإنساني والتاريخ وليس لدي ما أضيفه إلا طلب تخفيف الحكم على هذا
الرجل صاحب الحق من الذود عن أرضه ودينه . . . وشكرآ )

وسرعان ما أتخذت القرار المحكمة بـ إعدام الشيخ عمر المختار شنقآ حتى
الموت * وعندما ترجم الحكم إلى عمر المختار قهقه بكل شجاعه قائلآ .. //

ان الحكم إلا لله . . . لاحكمكم المزيف . . . إنا لله وإنا إليه راجعون

وعندما قام الترجمان بنقل كلام عمر المختار لـ رئيس المحكمه ** بدا التأثر
العميق على وجوهـ الإيطاليين أنفسهم الذين حضروا المحكمة * وأظهروا
إعجابهم بشجاعة الأسد وشيخ المجاهدين **

المحكمة أستغرقت ساعة وربع تقريبآ .. وهذا يؤكد على المهزلة التي حصلت وإنما هي ليست إلا لعبة إيطالية قذرهـ .. !!

في صباح اليوم التالي للمحاكمة 16 سبتمبر 1931 مـ ** وعند الساعة الـ 9
صباحآ .. كان موعد حكم الإعدام شنقآ في شيخ المجاهدين والأسد عمر المختار
**

قامو الإيطاليين بإحضار 20 ألف من الأهالي وأعيان بنغازي من أجل مشاهدة تنفيذ حكم الإعدام **

وكان وجه الشيخ عمر المختار يتهلل بالشهادة ولم يشهد عليه أي إرتباك أو خوف بشهادة الطليان بأنفسهم **

بعد أن وصل إلى المشنقه ** قامت الطائرات تحلق فوق المكان من أجل منع
الاهالي من الإستماع إلى الشيخ عمر المختار لو تحدث إليهم ** كان مبتسم
وهو يتجه للمشنقه ** ومنهم من يقول أنه كان يردد في نفسه وبصوت هادئ آذان
الصلاة ** ويقول أحد الذين كانو بالقرب منه عندما وضع حبل المشنقه على
رقبته كان يررد .. قوله تعالى { يا ايتها النفس المطمئنه * ارجعي الي ربك
راضيه مرضيه } ** وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها **

قام الإيطاليين بتعذيب وضرب كل من يقوم بـ الحزن او البكاء على عمر المختار ** فصرخت فاطمة و وصفها الإيطاليين بـ ( المرأة التي كسرت جدار الصمت
) ومن بعدها لم يستطيع الإيطاليين من كبت مشاعر الشعب الذي ظل يبكي على
فراق المجاهد الكبير عمر المختار ** وفي نفس الوقت كان في أنفسهم فرحة
بإستشهاد الشيخ الجليل

-

فيلم أسد الصحراء

من أفضل الأفلام التاريخيه إن لم يكن الأفضل والأروع حيث أشتمل على الدقة
في طرح أحداث المسلسل بكل إبداع وفي نفس الوقت كانت المصداقية كبيرهـ في
الفيلم ** وتم إنتاجه في عام 1981 مـ **

قام بالبطولة وتمثيل دور القائد الشيخ عمر المختار هو الممثل [ انتوني
كوين ] الذي يشبهه كثيرآ وأستطاع أن يمثل شخصية الشيخ الجليل بكل إتقان **
ومن إخراج المخرج السوري ( مصطفى العقاد ) **

اشترك في الفيلم ما يقارب 250 ممثلاً - من الولايات المتحدة وبريطانيا
وأستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان ويوغسلافيا وأسبانيا ومالطا
ومصر ولبنان وتونس والسودان وليبيا وسيرلنكا - بالإضافة إلى أكثر من 5000
من الممثلين المساعدين **

وبلغت ميزانيته حوالي 35 مليون دولار أمريكي **

-

نظارة عمر المختار

ُقال بأن نظارة الشيخ عمر المختار في أحد المتاحف بإيطاليا **

وفي النهاية ..

أتمنى أن يحوز الموضوع على رضاكم ** وأكون وفقت فيه على حد كبير **
[/center]

موضوع اكثر من الرائع اخي الزوي
ونحن بحاجه الي مثل هذه الواضيع
في انتضار المزيد

موضوع حلو خوي الزوي
بس ياريت اتكبر الخط اشويه في المرة الجايه

تالق وابداع في اختيار الموضوع هذا من طيب مكارمك ان تذكر الشهيد عمر المختار

بوووووركت على وطنيتك

احترامي

فتى الجبل

اسعدتني ردوكم
وافرحني مروركم

» نور الشريف (عمر المختار)